قطار الفراق
[/center]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* *
وقبلٌ أن يرٍعبنا المٌسِاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هَاهوِ قٌطار الفرٍاقً يعلٌنَ استقرٍارٍهُ في محٌطةَ حكَايتٌنا
[center]وها أنٌتَ ذاَ تحٌملٌ حقائبٌ الأَحلام وٍالأياٌمَ وٍتتجهَ نحَو ِالغٌيابُ
وها أنا ذا أسٌتعدٍ للوُقوِفً بظهٌر ِمكًسٌورٍ وهًٍامٌة مجٌرٍوَحُة
لألوٍحٌ لكٌ بشمًوِخٌ هاديءٌ وِهُدوَء شُآمخَ
وكأَنُ الآمر لا يٌعنيَنيِ
وِكٌأن الآٌلمَ ليًسٌ ألميَ
وِكٌأن الجٌرٍح ليَسٌ جَرٍحيُ
وِكٌأن الهزًيمٌة ليستَ هزٍيمتيَ
وِكٌأن الحٌكُايَة الميٍتة َلم تٌكًنَ يومَاً حكًُايَتيِ
* *
أتسٌاءَلِ:
هلٌ بالفَعِل تموتُ الحكاَياِ ؟
وٌحينَ تموتٌ الحكٌاياِتٌ ، أينٌ يذَهْب ًالأبطال ؟
أينٌ تذَهْبٌ الأحَاسُيسِ ؟
ومٌاذا يكَوٍن ٌمصُيرٍ الأحُلآمُ ؟
وٍإلىٌ أيُنَ يلجِأ أطٌفاَلِ الحكَايٌةِ ؟
فلمُعظِمٌ حكٌاياِت ٌالحَبٌ أطٌفِالٌ..
أطٌفِالٌ نعٌجنهْمْ بمٌاَءٌ الخٌياَلٌ
ونرٍسمهٌمَ عَلىٌ صُفْحة قلُوبَناُ
نمٌنِحهُمَ ملامحٌناَ
وِننتٌقى لهٌمِ أسمٌاَءْ مَشتٍقة مٌنَ أحُلامنٌاَ
وِنحُبهَم ٌجْدَاَ.. وِننتُظرٍهٌمٌْ بفَارِغَ العٌشِقَ وِالآمُلَ
* *
ننُتظَرِهٌمَ .. نعٌمِ
لكٌنَ انتٌظارِنٌا لهَمٌ يطُولْ ويطُولْ ويطُولْ
فعَلىُ الرِغًمٌ منٌ إحٌساِسًنا بهًمٍ
وٍعلىَ الرِغًمٌ منٌ حُبناَ الٌصِادٍقً لهٌمَ..
وٍعٌلىَ الرِغًمٌ منٌ شٌعوٍرًناَ بحًرِكُاتهُمَ في َأحًشاِء الحٌلمَ
إلاَ أننُا لاَنلَدِهٌمِ أبِداً
رِبماَ لأننَا َحٌلمنًا بهِمُ خٌاِرًجَ رِحٌمَ الٍواقَعٌ
نخُزٍنهَمِ فيْ الْدَفاتٍرِ بعٌيدَاً عَنُ فَضُوِل ًالوِاقَعُ
نسٌجِلهَمِ فيَ ذِاكًرِتنٌاَ كَأيٌ حدِثْ مًنِ أحُدَاثَ الحٌكُايَة
فإَذٌا ماعاشت الحٌكُايَة
كبرِ الصٌغاَرُ بهُاَ.
وإذًاِ مٌاتًتٌ الحكُايَة وُئد بهَاِ الٌصغٍاَرٌ
وإسٌألوا نسٌاء الأرٍضٌ الُعاَشقاَتُ
عنً أطًفالهَنٌ النُائمَينَ فيِ دفٌاتَرٌ اَلخيٌاَلِ
آَو َافتٌحوِا دفٌاتَرٌ الحكٌاياِت الفُاَشِلًة
وِأحًصوٌا عٌدِدَ أطُفاَلٌ الدفٌاتَرٌ فيهَاٌ..
* *
وسؤال آخر:
لماذا حٌينَ تنًتهيٌ الحٌكُايَة
وِنهمٌلً كُلَ أوٍرًاقُها َوِطٌقوِسٌهاَ وِذكَرًياٌتهاَ..
لآَنفٌكًرِ سٌوِى فيِ كٌيَفيَةٌ احُتمِالٌ الآلمَ النٌاتَجِ عنُهاَ..
ُوِنعلَن اُلحَدادَ
فلآَ نرىَ مٌن ِالحٌياَة ْسُوِى سٌوَاَدهِاْ..
وِلآَنتُذِكَرٌ مُنِ الحٌكُايَة سوِى رْكَنهٌا المٌظلَم
وِنهيُء أنفسٌنا َللٌحزِنٌ و الآلمَ وِالنُدَمٍ وِالبَكُاءَ
على الرٍغٌم َمنَ أنٌ مرِحلَةُ مابعٌدَ الفَرِاقٌ
قدَ تٌكوِنْ مرِحلَةُ آخرى أجمٌلَ وٍأصٌدِقَ
إذٌا نحَنِ أرٍدنٌا ذَلك ؟ٌ
* *
ماَذِاُ يأتَيِ بعدَ الفَرِاقٌ.. ؟
آشَياًء كثٌيرِة تأتَيِ بعدَ الفَرِاقٌ
يهاَجمٌناَ الفٌرِاغ َكسٌمِاء بلا َنهاَيةٌ.
ُيحاَصرِناَ الحنَينِ كٌوِحَشَ مًفترٍسٌ
تنٌغرِسً فَينٌا البٌقاِياٍَ كأِسٌنة الٌسيِوفَ
تمٌزِقنَاَ الذٌكَرَياِتٌ كَأنيٌاِبٌ حٌيوِاَنَ جائعَ
وَنرِفٌضَ المَكَاِنٌ وِنهَرِبٌ منَ الزِماَنٌ
وِنطَرَق َكلَ أبوِاَبٌ النسٌياِنَ
وٍنفَشلٌ..
نعَمِ نفَشلٌ
فتٌجرِبةَ النٌسيَاِن ِلآَتقَلَ صعَوبَةِ عنٌ تجٌاِرْبْ الإخترِاَعاتُ الٌعلَميةَ
وٍلإنً الإحٌساِسْ الَذى كَانٌ فيِ داَخلناٌ كَانْ صَادقَا
وٍلآنً الأحلامَ الٌتى عاشٌتَ فينا كَانت رِائعٌة
وٍلأنً أماَنينُاْ التى غرٍسٌناهاَ في ِأرِض َالحٌكُايَة كَانٌتَ نقَيةِ
ولأن الحٌكُايَة كَانُتَ وٍسيٌلَة مَنٌ وِسَائلَ اتٌصالنَاِ بالوٍجوَد
ولأنناَ كَناِ الطرٍفٌ الآكَثرٍ شٌفاَفيَةِ فيِ الحٌكُايَة
فإنَناٌ نفُشلٍ.. وِبجًداَرةَ
نفشل
* *
* *
[center]وها أنٌتَ ذاَ تحٌملٌ حقائبٌ الأَحلام وٍالأياٌمَ وٍتتجهَ نحَو ِالغٌيابُ
وها أنا ذا أسٌتعدٍ للوُقوِفً بظهٌر ِمكًسٌورٍ وهًٍامٌة مجٌرٍوَحُة
لألوٍحٌ لكٌ بشمًوِخٌ هاديءٌ وِهُدوَء شُآمخَ
وكأَنُ الآمر لا يٌعنيَنيِ
وِكٌأن الآٌلمَ ليًسٌ ألميَ
وِكٌأن الجٌرٍح ليَسٌ جَرٍحيُ
وِكٌأن الهزًيمٌة ليستَ هزٍيمتيَ
وِكٌأن الحٌكُايَة الميٍتة َلم تٌكًنَ يومَاً حكًُايَتيِ
* *
أتسٌاءَلِ:
هلٌ بالفَعِل تموتُ الحكاَياِ ؟
وٌحينَ تموتٌ الحكٌاياِتٌ ، أينٌ يذَهْب ًالأبطال ؟
أينٌ تذَهْبٌ الأحَاسُيسِ ؟
ومٌاذا يكَوٍن ٌمصُيرٍ الأحُلآمُ ؟
وٍإلىٌ أيُنَ يلجِأ أطٌفاَلِ الحكَايٌةِ ؟
فلمُعظِمٌ حكٌاياِت ٌالحَبٌ أطٌفِالٌ..
أطٌفِالٌ نعٌجنهْمْ بمٌاَءٌ الخٌياَلٌ
ونرٍسمهٌمَ عَلىٌ صُفْحة قلُوبَناُ
نمٌنِحهُمَ ملامحٌناَ
وِننتٌقى لهٌمِ أسمٌاَءْ مَشتٍقة مٌنَ أحُلامنٌاَ
وِنحُبهَم ٌجْدَاَ.. وِننتُظرٍهٌمٌْ بفَارِغَ العٌشِقَ وِالآمُلَ
* *
ننُتظَرِهٌمَ .. نعٌمِ
لكٌنَ انتٌظارِنٌا لهَمٌ يطُولْ ويطُولْ ويطُولْ
فعَلىُ الرِغًمٌ منٌ إحٌساِسًنا بهًمٍ
وٍعلىَ الرِغًمٌ منٌ حُبناَ الٌصِادٍقً لهٌمَ..
وٍعٌلىَ الرِغًمٌ منٌ شٌعوٍرًناَ بحًرِكُاتهُمَ في َأحًشاِء الحٌلمَ
إلاَ أننُا لاَنلَدِهٌمِ أبِداً
رِبماَ لأننَا َحٌلمنًا بهِمُ خٌاِرًجَ رِحٌمَ الٍواقَعٌ
نخُزٍنهَمِ فيْ الْدَفاتٍرِ بعٌيدَاً عَنُ فَضُوِل ًالوِاقَعُ
نسٌجِلهَمِ فيَ ذِاكًرِتنٌاَ كَأيٌ حدِثْ مًنِ أحُدَاثَ الحٌكُايَة
فإَذٌا ماعاشت الحٌكُايَة
كبرِ الصٌغاَرُ بهُاَ.
وإذًاِ مٌاتًتٌ الحكُايَة وُئد بهَاِ الٌصغٍاَرٌ
وإسٌألوا نسٌاء الأرٍضٌ الُعاَشقاَتُ
عنً أطًفالهَنٌ النُائمَينَ فيِ دفٌاتَرٌ اَلخيٌاَلِ
آَو َافتٌحوِا دفٌاتَرٌ الحكٌاياِت الفُاَشِلًة
وِأحًصوٌا عٌدِدَ أطُفاَلٌ الدفٌاتَرٌ فيهَاٌ..
* *
وسؤال آخر:
لماذا حٌينَ تنًتهيٌ الحٌكُايَة
وِنهمٌلً كُلَ أوٍرًاقُها َوِطٌقوِسٌهاَ وِذكَرًياٌتهاَ..
لآَنفٌكًرِ سٌوِى فيِ كٌيَفيَةٌ احُتمِالٌ الآلمَ النٌاتَجِ عنُهاَ..
ُوِنعلَن اُلحَدادَ
فلآَ نرىَ مٌن ِالحٌياَة ْسُوِى سٌوَاَدهِاْ..
وِلآَنتُذِكَرٌ مُنِ الحٌكُايَة سوِى رْكَنهٌا المٌظلَم
وِنهيُء أنفسٌنا َللٌحزِنٌ و الآلمَ وِالنُدَمٍ وِالبَكُاءَ
على الرٍغٌم َمنَ أنٌ مرِحلَةُ مابعٌدَ الفَرِاقٌ
قدَ تٌكوِنْ مرِحلَةُ آخرى أجمٌلَ وٍأصٌدِقَ
إذٌا نحَنِ أرٍدنٌا ذَلك ؟ٌ
* *
ماَذِاُ يأتَيِ بعدَ الفَرِاقٌ.. ؟
آشَياًء كثٌيرِة تأتَيِ بعدَ الفَرِاقٌ
يهاَجمٌناَ الفٌرِاغ َكسٌمِاء بلا َنهاَيةٌ.
ُيحاَصرِناَ الحنَينِ كٌوِحَشَ مًفترٍسٌ
تنٌغرِسً فَينٌا البٌقاِياٍَ كأِسٌنة الٌسيِوفَ
تمٌزِقنَاَ الذٌكَرَياِتٌ كَأنيٌاِبٌ حٌيوِاَنَ جائعَ
وَنرِفٌضَ المَكَاِنٌ وِنهَرِبٌ منَ الزِماَنٌ
وِنطَرَق َكلَ أبوِاَبٌ النسٌياِنَ
وٍنفَشلٌ..
نعَمِ نفَشلٌ
فتٌجرِبةَ النٌسيَاِن ِلآَتقَلَ صعَوبَةِ عنٌ تجٌاِرْبْ الإخترِاَعاتُ الٌعلَميةَ
وٍلإنً الإحٌساِسْ الَذى كَانٌ فيِ داَخلناٌ كَانْ صَادقَا
وٍلآنً الأحلامَ الٌتى عاشٌتَ فينا كَانت رِائعٌة
وٍلأنً أماَنينُاْ التى غرٍسٌناهاَ في ِأرِض َالحٌكُايَة كَانٌتَ نقَيةِ
ولأن الحٌكُايَة كَانُتَ وٍسيٌلَة مَنٌ وِسَائلَ اتٌصالنَاِ بالوٍجوَد
ولأنناَ كَناِ الطرٍفٌ الآكَثرٍ شٌفاَفيَةِ فيِ الحٌكُايَة
فإنَناٌ نفُشلٍ.. وِبجًداَرةَ
نفشل
* *
* *
* *
وقبلٌ أن يرٍعبنا المٌسِاء
بعضَ الحكايات تَبدِأ بكٌلمَة
وٍتنتهَي بصٌمتُ
وٍبعضهَا يبٌدأ بَتجٍرٌبةَ
وَينتٌهى بـ إنَفجٌارِ
وٍبعضٌها الآخرِ يبُدأ بلعٌبةَ
وِينتهَي بمأساةٌ
* *
وبٍعدَ أن أَرعبناٌ المسًاء
منٌ بينِ كُل الحُكٌاياِتٌ
هناك حٌكُايَة وٍاحٌدةَ فقٌط
هى حٌكُايَة العمرٍ كٌلهِ
إنها تلك الحٌكُايَة التي تمٌسحِ كٌلٍ الحكٌاياِتٌ
وٍتبُقى هيَ فقٌطَ بطقَوٍسهٌاَ وٍشٌخوٍصُهاَ
وٍهى حٌكُايَة لاَتموٍتُ فيَكِ أبداِ
..
وٍتنتهَي بصٌمتُ
وٍبعضهَا يبٌدأ بَتجٍرٌبةَ
وَينتٌهى بـ إنَفجٌارِ
وٍبعضٌها الآخرِ يبُدأ بلعٌبةَ
وِينتهَي بمأساةٌ
* *
وبٍعدَ أن أَرعبناٌ المسًاء
منٌ بينِ كُل الحُكٌاياِتٌ
هناك حٌكُايَة وٍاحٌدةَ فقٌط
هى حٌكُايَة العمرٍ كٌلهِ
إنها تلك الحٌكُايَة التي تمٌسحِ كٌلٍ الحكٌاياِتٌ
وٍتبُقى هيَ فقٌطَ بطقَوٍسهٌاَ وٍشٌخوٍصُهاَ
وٍهى حٌكُايَة لاَتموٍتُ فيَكِ أبداِ
..
[/center]